أن أجمع شملكما، وأصل حبلكما.
وله عنه من أخرى إلى ابن هود: من اعتقدك -[أعزك الله]- عمادا له وظهيرا، ورآك عتادا وذخيرا، طالعك بحاله وأمره، وأطلعك على حلوه ومره، وخرج إليك عن سره وجهره، وناجاك بمختلجات صدره، ومعتلجات فكره، مستريحا إلى النجوى، بالغا عذر نفسه في الشكوى، واثقا بقضائك الفصل فيما يورده، عالما بحكمك العدل في ما يعدده، راضيا بانصافك في ما يقدره لديك ويمهده، والله لا يعدمني الاستظهار برأيك أعشو إليه سراجا، وسعيك أحتذي عليه منهاجا، وقد علمت صورة حالي مع المدبرين لقرطبة وصبري لهم في الخطير والجليل، وانجراري معهم الزمن الطويل، مغضيا لهم على ما يوحش ويريب، مغمضا لهم على بوادر لا تزال تنوب وتثوب، على أنها جنايات قعدة، لا نكايات مردة، وأن وسعهم لا يتعدى هذا الحد، وطوقهم لا يتجاوز هذا الجد.
وفي فصل منها: فلم تزل عقارب سعيهم إلي تدب، وريح جنايات بغيهم علي تهب، وأنا في كل ذلك أقابل تخشينهم بالتلين، وأتلقى غلي مراجلهم بالتسكين، أتغاضى عما يردني منهم مرة، وأغالط