حقوقها ما عاق رغبتي عن الوصاة بها، وكيف يوصى الناظر بنوره، أم [كيف] يحض القلب على حفظ سروره.
[رجع] :
ولابن عبد البر عن المعتضد إلى أبي عمر أبيه [من] رقعة يقول فيها: إن كنا لم نتعارف ترائيا، ولم نتلاق تدانيا، ففضلك في كل قطر كالمشاهد، وشخصك في كل نفس غير متباعد، فأنت واحد عصرك، وقريع دهرك، علما بيدك لواؤه، وفضلا إليك اعتزاؤه، وكنت كذلك والناس موفورون، والشيوخ [35ب] أحياء يرزقون، فكيف وقد درس الأعلام والكدى، وانتزع العلم بقبض العلماء فانقضى، والله يبارك في عمرك، ويعين كلا على برك؛ وإلى ذلك من مشهور حالك، فبيننا من وكيد السالف، وشديد اتصال التالد والطارف، وأنت له جد ذاكر وبه حق عارف، ورعاية مثل هذا منك تقتبس، ولديك تلتمس؛ ولم تزل نفسي إليك جانحة، وعيني نحوك طامحة، انجذابا إلى العلم ورغبة فيه، ومنافسة في قضاء حقوق حامليه، والناس عندنا إلى ما عندك ظماء، ولدينا الداء وأنت الشفاء، فاجعل بفضلك للغرب منك نصيب الشرق، فهو أولى بك وأحق، وعندي لك من الإعظام والأكرام ما يضاهي حالك، ويسامي آمالك، وقد صار عندي جزء منك متحكما فيه على المنصور - أيده الله - وعليك، وإرادتي