فلا نقل إلا ما تقول بديهة ولا خمر ما لم تأت من فمك الخمر
ثم وجه فيه إلى روضة قد أرجت نفحاتها، وتدبجت ساحتها، وتجردت جداولها كالبواتر، ورمقت أزهارها بعيون فواتر، فقال ذو الرياستين:
روض كساه الطل -. .. - البيت [32أ]
وللكاتب أبي الحسن ابن سابق عندما وصل مربيطر عند تخلي أبي عيسى بن لبون عنها، وكان في جملة من انحرف عن ابن لبون، وتشوف إلى المستعين، وورد على غير عذب ولا معين، فقال أبو الحسن:
من كل يطلب من اصحابنا صلة على فراق أبي عيسى بن لبون
فليس يقنعني من بعده عوض ولو جعلت على أموال قارون
قد كان كنزي فكف الدهر عنده يدي والدهر يمتع بالنعمى إلى حين
كأن قلبي إذا ذوكرت فرقته مقلب فوق أطراف السكاكين
فلما سمع قوله هذا ابن رزين قال:
هبوا لنا حظكم من آل لبون كم تبخلون علينا بالرياحين
لا تعذلونا فحق أن ننافسكم في أكرم الناس في الدنيا وفي الدين
ذاك الوفي الذي نيطت تمائمه عند الفطام على حلم ابن سيرين
اختارنا فتخيرناه صاحبنا وكلنا في أخيه غير مغبون
إن كان أنشر ذكري في بلادكم لأنشرن له يحيى بن ذي النون
وكل من حوله حاظ بحظوته يغشى الحسود بترفيع وتمكين