وقد جلبت ساعاتنا لهو يومنا وساعد سعد منه لو ساعد السكر
وفضلك للجود المتمم ضامن فمن عنده خمر ومن عندنا شكر
فأجابه ذو الرياستين:
رغبتم وأرغبناكم وهي الخمر فما لم يكن سكران فليكن السكر
إليكم فاني في الوغى والندى فتى هو البحر إن أعطى وإن صال فالدهر
أخبر الوزير أبو عامر بن سنون أنه اصطبح يوما والجو سماكي العوارف، لازوردي المطاف، والروض [أنيقة لباته] رفيقة هباته، والنور مبتل، والنسيم معتل، ومعه قومه، وقد راقهم يومه، وصلاته تصافح معتفيهم، ومبراته تشافه موافيهم، والراح تشعشع، و [ماء] الأماني ينشع، فكتب إلى ابن عمار وهو ضيفه:
ضمان على الأيام أن ابلغ المنى إذا كنت في ودي مسرا ومعلنا
فلو تسأل الأيام من هو مفرد بود ابن عمار لقلت لها: أنا
فإن حالت الأيام بيني وبينه فكيف يطيب العيش أو يحسن الغنى
فأجابه:
هصرت لي الأيام طيبة الجنى وسوغتني الأحوال مقبلة المنى
وألبستني النعما أغض من الندى وأجمل من وشي الربيع وأحسنا
وكم ليلة أحظيتني بحضورها فبت سميرا للسناء وللسنا
أعلل نفسي بالمكارم والعلا وأذني وكفي بالغناء وبالغنى