مغالطة وأنفة، وعول في أكثر ما يقرأ على تعاليقه وصحفه، وكثيرا ما رأيت في شعره وشعر غيره ممن سلك هذا المسلك، بيداء مضلة لا تسلك، وأغاليط لا تستدرك. وبالجملة فلو جرى ذو الرياستين على عفوه، وعرف منتهى شأوه، لكان شاعرا مجيدا، وناثرا معدودا؛ وقد أخرجت من نظمه ونثره ما هو الشاهد على أديت من ذكره.
نسخة رقعة له خاطب بها ابن طاهر المذكور قال فيها: من عرف - أعزك الله - الأيام وصروفها، وخلقها وصنوفها،، وخبرها على مناقلها، في وجوه تداولها، وحل محلك من التمييز، والسبق والتبريز، لم تزده شدتها إلا معتبرا، وشكرا لله وتدبرا، وما زلت - أعزك الله - القاك بالود على البعد، فأراك بتقدمك في الأعيان، وإن لم أرك بالعيان، واستخبر الأخبار فأسمع ما يقرع صفاة الكبد منك بانحاء الزمان عليك، وتنكره لك، إلى أن ورد علي فلان صادرا عن ذلك الأفق، فما قدمت على الاستفهام عن ذلك، والاستعلام بحالك، فذكر ما أزعج وكدر ارتماضا لمثلك أن يعوزه مرام، أو ينبو [29أ] به مقام، فجردت عن ساعد الشفاعة عند فلان في صرف ما يمكن من أملاكك، فوقع