الثغر أخصب بقعة من سهلته هذه المنسوبة إلى بني رزين، سلفه، في اتصال عمارتها، فكثر ماله إذ ناغى جاره وشبهه في جميع المال إسماعيل ابن ذي النون، ونافسه من خلال البخل وفرط القسوة فبذه، وكان مع ذلك شابا جميل الوجه حمي الأنف غليظ العقاب جبارا مستكبرا [صار] إليه أمر والده منبعث الفتنة، وهو فتى كما اجمع وجهه، تبع العشرين من سنه، فأنجده الصبا على الجهالة، وقواه الشباب على المعصية، فبعد في الشرود شأوه، فلم يحالف أحدا من الأمراء على أداة إتاوة، ولا حظي أمراء الفتنة منه بسوى إقامة الدعوة فقط، دون بذل درهم معونة، أو إمداد بفارس نصرة، أو مشاركة للجماعة في حلوة أو مرة، على كثرة ما طرق الحضرة من خطوب دهم استخفت البطاء، وقربت البعداء فضلا عن الأولياء، إلا ما كان من هذه الحية الصماء، فانه لم يزل على تصاممه عن كل نداء، إلى أن مضى بسبيله والذم حبيس عليه، والأخبار شائعة عن جهله وفظاظته، حتى زعموا أنه سطا بوالدته لتهمه لحقتها عنده، فتولى قتلها [زعموا] بيده، وكان أشنع ما كان من كبائره.
قال أبو مروان: وكان هذيل هذا بارع الجمال، حسن الخلق، جميل العشرة، ظاهر المروءة، لم ير في الأمراء أبهى منه منظرا مع طلاقة