وجوفا، إلا أن هذيلا هذا مع تعززه على المخلوع هشام لم يخرج عن طاعته، ولا وافق الحاجب منذرا ولا جماعة المتمالئين على هشام في شيء من شأن سليمان عدوه، إلى أن ظفر بهشام، فسلك هذيل مسلكهم، فرضي منه سليمان بذلك [وعقد له ما في يده هنالك، لعجزه عنه، فزاده ذلك بعادا منه] وتمرس به الحاجب منذر بن يحيى مدرجا له في طي من استتبعه واشتمل عليه من أصاغر أمراء الثغر النازلين في ضبنه، فأبت له نفسه البخوع له والانضمام إليه، فرد مره وحاده، وصار ضده، وأجاره منعه معقلة وشجاعة رجاله، وظاهر أعداء منذر حتى حالف الموالي العامريين، واستمر معهم على دعوة هشام المخلوع وقطع دعوة سليمان، وكانت واقعية [28أ] الله عليه كونه بسطة الثغر، فصار ذلك أرد الأشياء للبرابر [عنه] ، فسلم من معرة الفتنة أكثر وقته، وتخطته الحوادث لقوة سعده، فتبنك النعمة وصفا عيشه، واقتصر مع ذلك على ضبط بلده الموسوم بولاية والده، وترك التجاوز لحده والامتداد إلى شيء من أعمال غيره، فاستقام أمره، وعمر بلده، وأنظر بعد جمهور الثوار بالأندلس شأوا بحياة. وليس في بلد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015