ولكنها الدنيا تخادع أهلها تغر بصفو وهي تطوي تكدرا

لقد أوردتني بعد ذلك كله موارد ما ألفيت عنهن مصدرا

وكم كابدت نفسي لها من ملمة وكم بات طرفي من أساها مسهرا

خليلي ما بالي على صدق نيتي أرى من زماني ونية [وتعذرا]

والله ما أدري لأي جريمة تجنى ولا عن أي ذنب تغيرا

ولم أكفي كسب المكارم عاجزا ولا كنت في نيل أنيل مقصرا

لئن ساء تمزيق الزمان لدولتي لقد رد عن جهل كثير وبصرا

وأيقظ من نوم الغرارة نائما وكسب علما بالزمان وبالورى

وله يأنف من المقام على ما رتب له من الإجراء، ويكلف بالإدلاج والإسرار:

ذروني أجب شرق البلاد وغربها لأشفي نفسي أو أموت بدائي

فلست ككلب السوء يرضيه مربض وعظم ولكني عقاب سماء

وكنت إذا [ما] بلدة لي تنكرت شددت إلى أخرى مطي إبائي

وسرت ولا ألوي على متعذر وسممت لا أصغي إلى النصحاء

كشمس تبدت للعيون بمشرق صباحا وفي غرب أصيل مساء [27ب]

وله في ذم الدنيا:

نفضت كفي عن الدنيا وقلت لها إليك عني فما في الحق أغتبن

من كسر بيتي لي روض ومن كتبي جليس صدق على الأسرار مؤتمن

أدري به ما جرى في الدهر من خبر فعنده الحق مسطور ومختزن

وما مصابي سوى موتي ويدفعني قوم وما لهم علم بمن دفنوا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015