وله:
يارب ليل شربنا فيه صافية حمراء في لونها تنفي التباريحا
ترى الفراش على الأكواس طائفة كأنها أبصرت منها مصابيحا
وله بعد زواله عن ملكه، وأخذ سلطانه من سلكه، يحن إلى لياليه السالفة، وظلال أنسه الوارفة:
يا ليت شعري وهل في ليت من أرب هيهات لا تقتضى من ليت آراب
أين الشموس التي كانت تطالعنا والجو من فوقه لليل جلباب
وأين تلك الليالي إذ تلم بنا فيها وقد نام حراس وحجاب
تبدي إلينا لجينا حشوة ذهب أنامل العاج والأطراف عناب [27أ]
وله وقد بات له الأسى ملء الجوانح، وعوض بالبارح من السانح:
خليلي عوجا بي على مسقط الحمى لعل رسوم الدار لم تتغيرا
فاسأل عن ليل تولى بأنسنا وأندب أياما خلت ثم أعصرا
ليال إذ كان الزمان مسالما وإذا كان غصن العيش مياس أخضرا
وإذا كنت أسقى الراح من كف أغيد يناولنيها رائحا أو مبكرا
أعانق منه الغصن يهتز ناعما وألثم منه البدر يطلع مقمرا
وقد ضربت أيدي الأمان قبابها علينا وكف الدهر عنا وأقصرا
فما شئت من لهو وما شئت من دد ومن مبسم يجنيك عذبا مؤشرا
وما شئت من عود يغنيك مفصحا " سما لك شوق بعدما كان أقصرا "