كل مقام، فما أسرع ما سلبته المنون، وقد قرت به منكم العيون، وطوقكم طوق الفخار، وأناف بقدركم على الأقدار؛ فانا لله وإنا إليه راجعون، على أليم المصاب، وعند [25ب] الله نحتسب كريم الأصل والنصاب، وطودا منيعا، وقرما رفيعا، وقد تساوينا في الرزية، فلنعدل إلى التسلية، فذلك أوفر ذخرا، وأعظم أجرا.

قال أبو الحسن: وأبو عبد الرحمن اكثر إحسانا، وأوضح خبرا وعيانا، من أن يحاط بأخباره، أو يعير عن جلاله مقداره، وقد استوفيت معظم كلامه في كتاب مفرد ترجمته ب " سلك الجواهر في ترسيل ابن طاهر " وهو اليوم ببلنسية سالم ينطق، وحي يرزق، وقد نيف على الثمانين، وما أحوجت سمعه إلى ترجمان، بل هو حتى الآن يهب الطروس من ألفاظه ما يفضح العقود الدرية، وتعسعس معه الليالي البدرية، وفيما أوردناه كفاية، ومن الذي يمكنه النهاية -.

ذو الوزارتين أبو عامر ابن الفرج

من بيته رياسة، وعترة نفاسة، ما منهم إلا من تحدى بالإمارة، وتردى بالوزارة، فأومض في آفاق الدول، ونهض بين الخيل والخول؛ وأبو

طور بواسطة نورين ميديا © 2015