عنها ظلامها، ويعود عليها حليها ونظامها، وتروح في الحلل، وتبرز كالشمس في بيت الحمل. فالحمد لله مالك الملك، مطهرها من الشرك، وفي عودتها إلى الإسلام عز وعزاء، عما نفذ به قدر وقضاء.
وكتب أيضا إثر ذلك إلى الوزير الفقيه ابن جحاف يعزيه بابن عمه أبي أحمد المحرق المتقدم الذكر: مثلك - وقاك الله المحاذير - في وفور الدين، وصحة اليقين، وسلامة الضمير، وعدم النظير، وقوة الرجحان، ومعرفة الزمان، أعطى الحوادث صبرا، وردها على أعقابها صغرا، فلم يخضع لصولتها، ولم يحفل بسورتها، ودرى أنها الأيام والغير، والحمام والقدر.
ودارت الخطوب - عصمك الله من إلمامها، وحماك من اخترامها - بمصرع الفقيه القاضي أبي أحمد، [ابن] عمك، عفا الله عنه، ومهلكه، وانحطاطه من فلكه، فانقضت لعمري نجوم المجد بانقضاضه، وبكت سماء الفضل على تداعيه وانفضاضه، فانه كان من جمال المذاهب، والغوث عند النوائب، بحيث يكون الغيث في قنط المحل، والحلب عند انقطاع الرسل، بعيدا عن القسوة، صفوحا عن الهفوة، عطوفا على الجيران، عزيزا على الإخوان، يستهوي القلوب ببشره، ويتملك الأحرار ببره، وإن الدنيا بعده لفي حداد، لما قصدته به من داهية نآد، قائما بأعبائها، مبيرا لأعدائها، فهي تبكيه بأربعة سجام، وتندبه في