الثعلب بين الوعلين، فاستجاش لأول تلك الوهلة لمة يسيرة من دعاة أمير المسلمين فهجم بهم على ساحة ابن ذي النون الجاء على حين غفلته، وانفضاض من جملته، واستشراء من علته، حيث لم يكن له ناصر إلا الشكوى، ولا هاد صدر العصا، فقتله - زعموا - بيد رجل من بني الحديدي طلبا بذخل عما كان هو قد قتل من سلفه، وهدم من بيوت شرفه - في خبر سيأتي ذكره، ويشرح بمشيئة الله في موضع من هذا الكتاب أمره - وفي قتله لابن ذي النون القادر، يقول أبو عبد الرحمن بن طاهر:
أيها الأخيف مهلا فلقد جئت عويصا
إ
ذ قتلت الملك يحيى وتقمصت القميصا
رب يوم فيه تجزى لم تجد عنه محيصا
ولما تم لأبي أحمد شانه، واستقر به - على زعمه - سلطانه