سرقسطة، بعساكر أمير المسلمين تقبل من كل حدب، وتطلع على أطرافه من كل مرقب، أسد كلبا من أكلب الجلالقة يسمى برذريق ويدعى بالكنبيطور، وكان عقالا، وداء عضالا، له في الجزيرة وقائع، وعلى طوائفها بضروب المكروه اطلاعات ومطالع، وكان بنو هود قديما هم الذين أخرجوه من الخمول، مستظهرين بع على بغيهم الطويل، وسعيهم المذموم المخذول، وسلطوه على أقطار الجزيرة يضع قدمه على صفحات أنجادها، ويركز علمه في أفلاذ [23ب] أكبادها، حتى غلظ أمره، وعم أقاصيها وأدانيها شره، ورأى هذا منهم حين خاف وهي ملكه، وأحس بانتثار سلكه، أن يضعه بينه وبين سرعان عساكر أمير المسلمين، فوطأ له أكناف بلنسية وجبى إليه المال، وأوطأ عقبه الرجال، فنزل بساحتها وقد اضطرب حبلها، وتسرب أهلها، وذلك أن الفقيه أبا أحمد بن جحاف متولي القضاء بها يومئذ لما رأى عساكر المرابطين -[أيدها الله]- تترى، وأحس بهذا الطاغية - لعنه الله - من جهة أخرى، امتطى صهوة العقوق، وتمثل: " من فرص اللص ضجة السوق "، وطمع في الرياسة بخدع الفريقين، وذهل عن قصة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015