البقاء، وتبلغ بما كان بقي له من ذماء، ودخل من معاقدة أمير المسلمين فيما دخل فيه معشر الرؤساء؛ ولم يزل إدبارهم - على ما ذكرنا - يستشري وعقارب بعضهم إلى بعض تدب وتسري، حتى أذن الله لأمير المسلمين [رحمه الله] في إفساد سعيهم، وحسم أدواء بغيهم، والانتصار لكواف المسلمين من فعلهم الذميم ورأيهم، فشرع في ذلك - على ما قدمته - سنة ثلاث وثمانين، فجعلت البلاد عليه تنثال، والمنابر باسمه تزدهي وتختال؛ واستمر ينثر نجومهم، ويطمس رسومهم، باقي سنة ثلاث وسنة أربع بعدها، وفي ذلك يقول الأديب أبو تمام ابن رباح:
كأن بلادهم كانت نساء تطالبها الضرائر بالطلاق
وفي ذلك أيضا يقول أبو الحسين ابن الجد، وأراه عرض بصاحب ميورقة بعد خلع بني عباد:
ألا قل للذي يرجو مناما بعيد بين جنبك والفراش
أبو يعقوب من حدثت عنه فرش سهم العداوة أو فراش
إذا نفش القضاء جبال رضوى فكيف تراه يصنع بالفراش
ولما أحس أحمد بن يوسف بن هود، المنتزي إلى وقتنا هذا على ثغر