له موجبا، إلا الاصغاء إلى من يضرب ويسعى بالفساد، ويدب بمقارب الأحقاد، ويشغب لكي يذكي نار الحرد، ويطير شرار الضمد، وأنت أجل من أن تلتفت إلى غاش، وتعرج على ساع بالنميمة واش.
ومنها: وأما ذم الزمان وبنيه، فقد أكثر الناس فيه، وكنت أجلب شيئا [منه] للحاجة إليه والتورك عليه، غير أني اقتصرت مخافة التطويل، وتجنبت آفة التثقيل، فقد قالوا: الاطالة تفضي إلى الملالة. وأما من صرحت في مدرجتك باسمه، وشكواه اليك ما جرى عليه بزعمه، فهو سعر نار غدا حريقها، وفجر أنهارا ظل غريقها، وأمره أحقر من أن أحبر فيه كلما، وأعمل في ذكره قلما. ومن قولك - أعزك الله - أن العهد بك بعيد، والشوق اليك شديد، وتعريضك بقرب النزول علي، والخروج عما تريده من الشكوى إلي، خرج لي أن الذي اتفق لي في زيارتك من الإغباب، سطر أسطر هذا العتاب، فمهلا مهلا، وحلا حلا، ورب سامع بأمري لم يسمع عذري، والله ما اعتمدت ذلك جهلا بحقك، ولا قصدته إهمالا لواجب تقدمك وسبقك، بل دفعت إليه ضرورات مكابدة أحوال هذا الزمان، القاطعة عما يريده الإنسان، ولئن نافس الدهر في الورود عليك، والوصول اليك [وأحوج إلى ترك النهوض اليك] فليس ذلك مما يخل بالود، ولا يحل وثيق العهد، بل أنت كالشمس