المستور من خل عن صل، بل عن لحم مصل، وهو الأناة ينضح بما فيه، ومرسوم الوعظ ليس بمجديه، ولما بت على مرحلة من جنابك العاطر، مستقيا من سبحانك الماطر، لما أصحبتني من تلك الرقاع، التي خلتها يد الاستدفاع، مثل بين عيني في النوم [شخص] ماثل، يتغنى بقول القائل:

لئن بعثت إلى الحجاج يقتلني إني لأحمق من تخدي به العير

مستصحبا صحفا تدمى طوابعها وفي الصحائف حيات مناكير

فوثبت كالمذعور، وأتيت إلى الطوامير، ففضضت ختامها، واستعربت إعجامها، فصرخت لي بل أقتال؛ فأبن لي - عافاك الله - بأي شيء استحللت دمي، وبعثتني لإراقته على قدمي، لا تبل:

إن الأيادي قروض كما تدين تدان

من استلذ زمانا أرداه ذاك الزمان

وطالب الثار لا ينام، والله ولي الانتقام.

ومن رقعة عتاب له يقول فيها: [أستوهب الله عقلا يعقل عن تكلف ما لا أعلمه، والتسور على ما لا أحسنه ولا أفهمه، وأستعينه على

طور بواسطة نورين ميديا © 2015