ذلك من سنائك، ولزمني أن استعلم السبب الموجب له من تلقائك، وبالله أقسم لو مكنت من رقعة ومداد حاضر، لخاطبك بالمحجر وسواد الناظر، لكن منعت من كل سبب لغير سبب، وألحت علي النوائب بطلب على طلب. وأما الحضرة المكرمة فكنت أعمر إليها مسافة الطريق، وأجد للقول فيه بليل الريق، وستسمع بالمشافهة كيف كان المنع لا التمنع، فلست أجهل ماآتي وما أدع. وأما أمور الفتنة فمهدورة، وعند العاقل مغفورة، وهي كبساط النبيذ، يطوى على ما فيه من المز واللذيذ، ولولا صدع بالفؤاد، وقلب ملي من الخطوب الحداد، لنبذت إليك ما في النفس نبذ النواة، فأنت موضع السر والمناجاة، لا زلت من الحوادث بمعزل، ومن المكارم بمنزل.

قال ابن بسام: وقد حدثت أنه بعد خروج ابن طاهر من البلد، رأى أن يلقي بيده إلى المعتمد، إذ بدأ له من ظاهر ابن عمار ما سكن بعض استيحاشه [7أ] فأنس، فأصحبه كتبا أدرج له بينها صحيفة المتلمس، ووقف ابن طاهر على مستودعها، بفك طابعها، فكتب إلى ابن عمار رقعة فيها: بالخبر تنجلي الشكوك، ومع الفري تماز المسوك، ورب معمل سلامة، ومرسل استنامة، قد يكشف [له]

طور بواسطة نورين ميديا © 2015