من الباطل كله، يعكف على دفاتر يقرؤها، وتارة يعود خليعا فاتكا لا يساتر بلهو ولا لذة، ولا يستفيق من شرب وبطالة، ولا يأنس بشيء من الجد والحقيقة، له ولغيره من سائر ملوك الطوائف في هذا الباب [5ب] أخبار مأثورة مشهورة؛ انتهى كلام ابن حيان.
قال ابن بسام: وقد أثبت أيضا في هذا القسم من الشعراء والكتاب، ورؤساء أهل الآداب، ممن في ذلك الأوان إلى وقتنا هذا، من عرف مكانه، واشتهر إحسانه، وقدمت من تقدم في حلبة البيان، دون من سبق في الزمان، على ما شرطت في صدر هذا الديوان، والله العاصم من الزلل، والموفق لأحسن القول والعمل، بعزته.
فصل في ذكر ذي الوزارتين الأجل الكاتب الماهر [صاحب المظالم] أبي عبد الرحمن بن طاهر، وسياقة قطعة من رسائله، وإيراد بعض شأنه، والتنبيه على مكانته من الفصل ومكانه، وشرح خلعه عن السلطان، وعلى يدي من جرى ذلك وكان:
قال أبو الحسن: كان أبو عبد الرحمن بن طاهر أحد من جمع الحديث إلى القديم، وارتقى من رياسة الأقلام إلى سياسة الأقاليم، واتفق لبني