وأرضي سيول من خيول مظفر وليلي نجوم من رماح مبارك
وممن كان أيضا مدح صاحب دانية يومئذ، الفتح بن أفلح، بقصيدة وصف فيها مشقة رحلته، وتقلقله لمحنته على عادته، فمنها قوله: [2أ]
غراب مما أغرب الدهر أطلعت عليك هلال العلم من أفق الغرب
طوت فلوات الأرض نحوك وانطوت كبدر إلى محف، وشهر إلى عقب
كؤوسا تساقتها الليالي تنادما فجاءتك كالأقداح ردت على الشرب
تعاورهن البر والبحر مثلما ترد بأيدي الرسل أجوبة الكتب
يكتبن صفحات السعود نواظرا وينفضن من أقلامهن على القلب
ويقضمن أطراف الهشيم تبلغا إلى الروضة الغناء في المشرب العذب
ويفحصن في رضف الحصى بمناسم تهيم إلى حصبا من اللؤلؤ الرطب
فتلقي جميعا في الصخور كلاكلا تنوء لأرض المسك زهوا على الترب
ولاح لها البرق الذي أغدق الثرى فهن إليه موفضات إلى نصب
فأي رجاء قاد رحلي إليكم وقد أضعفتني مثل راغبة السقب
بعيد من الأوطان مستشعر العدا غريب على الأمواه متهم الصحب
أقل من الرئبال في الأرض آلفا وأن كان لحمي للحسود وللخب