في بيت الزنديق الأمي، بقصائد لو مدح بها الزمان لما جار، أو رواها الزبرقان لأمن السرار، ورسائل أعذب من ماء الثغور، وأعجب من الدر بين الترائب والنحور، يتخللها بشكوى أحر من الجمر، وعذر في البكاء أوضح من الفجر، لو وجدت شفرة عتابه محزا، أو صادفت ريح عتابه عطفا مهتزا، لا بل كما قال عمرو بن معديكرب:
لقد ناديت لو أسمعت حيا ولكن لا حياة لمن تنادي
أو كما قال أبو عبادة:
أهز بالشعر أقواما ذوي وسن لو أنهم ضربوا بالسوط ما شعروا
كقوله في مبارك ومظفر، غلامين فدمين، كانا يومئذ ببلنسية أميرين، من قصيدة يقول فيها:
فكم جزت من بحر إلي ومهمه يكاد ينسي المستهام ادكارك
أذوا الحظ من علم الكتاب هداك لي أم الفلك الدوار نحوي أدراك
وكيف رضيت الليل ملبس طارق وما ذر قرن الشمس إلا استنارك
وكم دون رحلي من بروج مشيدة تحرم من قرب المزار، مزارك