فقال أبو مروان بن الصيقل في ذلك:
يا رب مفعولين قالوا أعطنا ... خط يد في أننا فاعلون
قلت لهم خطي مباح لكم ... أكتب فيه كل ما ترغبون
فمن رأى الخط الذي هم به ... قبل اشتهار الأمر مستظهرون
يشهد بأن الخط واللفظ لي ... وأنهم في قولهم يكذبون وانتهت الأبيات إلى الفقيه أبي عبد الله (?) بن القلاس فكتب إلى ابن الصيقل بأبيات منها:
قل لأبي مروان شيخ المجون ... شاعر ذا العصر العزيز القرين
قال ابن فتحٍ إنه كان قد ... ولم يقل أكثر للمخبرين
وقد حكى أن له شاهدي ... عدلٍ على ذاك من الصالحين
فإن يكن حقاً فلا تكتئب ... إبليس جان مثل ذا كل حين
فالعزم أن تقصده ضارعاً ... إليه سراً فسعاه يلين
واسأله أن يستر ما جاءه ... فان أبي فاجحد وزده يمين فأجابه ابن الصيقل بأبيات منها:
أهكذا يفعله الصالحون ... تقبل أيماناً من الفاسقين -!
لا تعتقد من شاعر لفظةً ... ولو غدا من أزهد الزاهدين
يريد أن يخفي صبحاً وهل ... يخفى سنا الصبح على الناظرين
إن كان غرتك يمين له ... واحدة خذني بألفي يمين