وذخرتك على الأيام عهدا مسؤولا، وبايعتك على الطاعة والسمع، وشايعتك سري الاستطاعة والوسع، فعولت عليك كعبة أولي وجهي شطرها، وأسندت إليك هضبة إن خشي سواي وعرها. لأكون قد قدرت هذه الصناعة قدرها، وأبلغت نفسي في ظلها والتعلق بسببها عذرها.

وفي فصل منها: وكتبتها عن جنان بلقائك صب. ولسان بشكر آلائك رطب، وشاهد سريرة وإعلان على سلامتك، والشكر لأياديك، ومنافسة أهل ذلك القطر فيك، ما لا يسعه نظم ولا نثر، ولا يحيط به عد ولا حصر.

وفي فصل: ولما حجب سناك، ونظرت إليك نظر المنهزم إلى السلم، وتنكب الحادي ذراك، وقربت منك بمكان الدبران من النجم، واستمر الزمان على عادته في إمالة حالي، بإرادته من عكس أراجي وآمالي، خاطبت الحضرة البهية الزدانة بموئلي - دام عزه - بأبيات من ذلك الهذيان، الخالي إلا من البيان، أستغفر الله: بل لهثات من ذلك البرسام، المتولد عن عكس الاحتدام. وهي على حالها ناطقة بلسان شكرها، سافرة عن وجه عذرها. وقد زففتها إليك، واستنبتها عني في المثوى بين يديك، غير - والله - مباه لك، ولا متشبه بك، ولا طمعا في اقتفاء آثارك، فضلا عن ضق غبارك، ولكن تغنما لمسرتك، واعتلاقا بمبرتك، وخدمة للعلية حضرتك، ولترى أين أقع، بما أصنع. ولولا أن أتعدى طوري. وأحور بعد كوري، لقلت: إن تفضل سيدي وإمامي بجواب عزيز ليبسط نفسي، ويرد شارد أنسي، فعل.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015