أن نبت قدمك، وخفق علمك، وابتل قرطاسك وقلمك، [حتى] اختصرت شطر السلام، ودفعت في صدر القيام، وعزلت فلانا قبل الولاية، واقتصرت بأبي الأصبغ دون الغاية، هينمة أيا كنت معناها، وكأس لي شعشعت حمياها، وولايتك خطر، وفي عملك نظر، إنما هو ظل غمامة، ومبيض حمامة، ثم تعود إلى استحلاس البيت، وأكل الخبز بالزيت.
وكتب إلى أبي الحسن بن بياع (?) بهذه الرسالة والشعر الذي بعدها: يا عمادي الذي شف قدره على الأقدار، شفوف الضحى على الإبدار، وسرى ذكره بأطيب الأخبار، مسرى النسيم بالأزهار، وامتزج حمده وشكره بالأسماع والأبصار، امتزاج المثاني بالأزيار.
وفي فصل منها: وإن كنت ضيق الباع مزجى البضاعة، في غير ورد ولا صدر من هذه الصناعة، فإني أقول بفضلها، وأعرف الحسن من أهلها، وأعرض بنفسي - فاديتك - للالتفات - في حبلها، والتصرف بين جدها وهزلها؛ ولم أزل منذ تخيل جناني، وتقول لساني، وأدبر ملكي أو شيطاني، ألتمس من أهل هذا الشان إماما أسعى باسمه وأحفد، وأقيس على حكمه وأقلد، وأحل بين تهممه وأعقد، والناس كثير، والناقد بصير، وللأمور أعجاز وصدور، فكيف تراني اتخذتك خليلا،