الخميس من صفر سنة ست وسبعين، قدم أمير المسلمين لقتال سبتة أسطولا فخما، رجم به مردة عفاريتها رجما، ولقيه العز بن سقوت ببقية جمة من أسطول طالما أوسع البلاد شرا، وملأ قلوب أهلها ذعرا، فكان لأول ذلك اليوم ظهور (?) على أسطول المرابطين حتى أخذ منه قطعة جليلة المقدار، ظاهرة الحماة والأنصار، فكان من إذلال الله للعز بن سقوت يومئذ أن بخل على آخذها (?) ، وتكلم بكلام أنكر عليه فيه؛ وارتاعت محلة المرابطين لأخذ تلك القطعة، حتى هموا بالإحجام، وقوضوا بعض الخيام. وغضب أمير المسلمين وناصر الدين - رحمه الله - إحدى غضباته فكانت إياها، وفغرت المنايا (?) على سبتة فاها، وتقدمت تلك السفينة حتى أطلت على (?) أسوارها، ورفعت صوتها ببوارها، وأفضت بدولة صاحب سبتة إلى سوء قرارها، ليلة الجمعة من صفر المؤرخ، ولجأ العز بن سقوت في نفير من أصحابه إلى البحر، فهم بركوبه، فأعوزه الفرار، ودفع في صدره المقدار، وكر راجعا، فدخل دارا تعرف بدار تنوير (?) ، وبدر به جماعة من المرابطين، فاقتحموا عليه بعد مرام بعيد، وقتال شديد، حتى ضاق اضطرابه، وفر عنه أصحابه؛ ولما أحس بالشر دفع ذخائر (?) كانت عنده إلى أحد من وفى له من رؤوس حماته، فبلغني أنه عثر عليها ووجد فيها جوهر كثير، ونشب من نشب

طور بواسطة نورين ميديا © 2015