مراميه، ولوذعية - زعموا - كانت فيه، يذهب مذهب الجبابرة من ملوك الطوائف عندنا، من الإعراض عن العواقب، وأخذ الشاهد عيارا على الغائب، أين ما هو فيه، لا يحفل بشيء يذره ولا يأتيه، ووضحت لأمير المسلمين - رحمه الله - السبيل إلى حربه، لما كان من نفاره عن قربه، وانتباذه لأول وهلة عن حزبه؛ فلما أوقع بأهل الدمنة، رمى سقوت ابن محمد بأقماره ونجومه، وأحله وجوه هممه (?) وهمومه، والبلاد تنقاد لحكمه، والمنابر تكاد تهل (?) باسمه، وسمع الرعية بمقدمه، فانثالوا عليه انثيال الجياع على الوليمة، وتباشروا به تباشر البلد (?) بالديمة، وخرج سقوت بن محمد في عديده وعدده، للذب - زعم - عن رعيته وبلده (?) ، وعساكر أمير المسلمين يومئذ على مقربة من مدينة طنجة، وعليها من قبله (?) ابنه المسمى بضياء الدولة، فلقي عساكر المرابطين وقد سالت بها سيولهم، وشارفها (?) لواؤهم ورعيلهم، فأقام بإزائهم يومين والأجل يقحمه، والخيل تسلمه، إلى أن طحنته رحاهم، وسالت نفسه على أسنتهم وظباهم، يوم الكسوف الشمسي الكلي من العام المؤرخ، ودخل المرابطون طنجة ذلك اليوم.

وأفضت الدولة البرغواطية إلى الحاجب العز ابنه، شهاب أفلاكها،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015