الكرة، تذكر أنك (?) قد حللت عن تلك البلاد يدك، وأصفيت (?) في طاعة أمير المسلمين وناصر الدين - أيده الله - معتقدك، ورأيت أنها (?) أمانة تؤديها، إلى حافظها وراعيها، وتسلمها إلى من يقوم بحق الله - عز اسمه - فيها، إلا مواضع يسيرةً استثنيتها، وأماكن قليلةً سميتها، فما الذي نقلك عن هذا الرأي الحميد، والمذهب السديد، إلى التمسك بما قد بان لك وجه الحيرة في تركه، وإرادة التملك بما لا قدرة لك على ملكه -! ولو كنت - أحسن الله توفيقك - ملياً (?) بالدفاع، قديراً على التحصن من أعداء [الله] الكفرة (?) والامتناع، لكنت معذوراً فيما ترغبه، وجديراً أن يخلى بينك وبين ما تطلبه، لكن العجب كل العجب أن يكون سعيك للكفار، وتوفيرك للدمار، وكيف يسوغ لك أن تحذر من الله وأنت لا تحذره (?) ، وتذكر به تعالى ثم لا تذكره -! ألست تعلم أن النصارى - لعنهم الله - قد استولوا على ثغور المسلمين التي كانت بنظرك منوطةً، وبمستقر قدميك (?) مخلوطة - فهل كانت لك طاقة بمحاربتهم، أو قوة على مقارعتهم، أو إصراخ لمن استرخصك من قتيل مستشهد، أو أسير مضطهد -!
وفي فصل منها: فحين وصلت دعوتهم لسامعها، واتصلت مظلمتهم