فكتبت معه رقعةً أخطب فيها وده، وأستجلب ما عنده، أقول في فصل منها:
كل يبلغ (?) - أعزك الله - من حسنات نبلك وفضلك، ومعلوات حسبك ونسبك، ما يحدث إليك طرباً في الموتان، فضلاً عن الحيوان، وما زلت أسمع فأتطلع، واستشعر فأستبصر، وأحن إلى مفاتحته الخطاب، وقلما يقع إلا بأسباب، إذ الدخول لا يكون إلا على باب، وعندهم - على علمك - أن الهجوم عليه، دون سبب يدعو إليه، نوع من الجفاء، وضرب من مفارقة الحياء، ولا يستجيزه إلا من كان عن الأدب بمعزل، وللأمور غير محصل، ومع هذا فإن الزمان شأنه البخل إذا استعطي، والمطل إذا اقتضي، ورب مرغوب فيه لا ينفق، ومحروصٍ عليه (?) قد سدت دونه الطرق، ومذ (?) دخلت الحضرة، في هذه السفرة، تحدثت بلقائك، لأكتب اسمي في ديوان أوليائك، فارتقبت ذلك ارتقاب الصائم للهلال، إلى أن كتبت هذه الأحرف مع صديقنا أبي الحسن الفاضل هلال، فلك الفضل بما لك من شرف خيم، ومحتدٍ كريم، في الغض على ما تراه من زيوف، والمراجعة إن تأتت (?) عنها ولو بقليل حروف. فهذا الخطاب، الذي قرعت به هذا الباب من مواصلتك، وجعلته سلماً إلى مخاطبتك، أس يقوم (?) عليه