فانتقى لها (?) من حملة السيوف والأقلام، من وقع عليه ظنه من الأعيان والأعلام، فكان أبو مروان علم بردها، ووسطى عقدها، ومالك زمامي عفوها وجهدها.
ونشأ ابنه أبو بكر هذا في حجرها، وبين سماكها ونسرها، طفل دفع في صدر الكهول، وغر بهر ألباب ذوي التجربة والتحصل. وبخل المأمون به بخل الحازم بسره، وشد عليه شد يد الضنين (?) على وفره؛ فلما انقضت تلك الدولة، أخلد إلى العطلة، وتميز من الجملة، متلفعاً بالحياء، مستحلماً للوفاء، وقد لحظته اليوم هذه الدولة (?) في وقتنا، فأخذ من حبلها بطرفٍ، وتولى من ظلها إلى كنف، ولم يحضرني وقت (?) تحريري هذه النسخة من نظمه الفائقة درره، ولا من نثره الرائقة أحجاله وغرره، لما أجريت من ذكره، إلا ما لا يكاد يفي بقدره، وفيما أثبت من ذلك دليل وبرهان يريك الفرق بينه وبين سواه، إن شاء الله.
جملة ما وقع إلي من نثر
مع ما ينخرط في سلك ذلك من شعره
كنت بحضرة قرطبة أول سفري إليها سنة أربع وتسعين، فدخل عندي هلال بن الأديب، وقرع سمعي من شعر أبي بكر هذا بكل حسنٍ غريب،