الرشيد ابنه، فتبادل الأنس معه، ثم أمر بإحضار من جرت عادته بمشاهدة المجلس الكريم من الأصحاب، فحضروا، فقال لهم المعتمد بعد كلام حذفناه للاختصار طلباً للمعنى: قلت البارحة بيت شعر وهو:
بعثنا بالغزال إلى الغزال ... وبالشمس المنيرة للهلال وذلك أن المعتمد على الله قد أمر بصناعة غزالين من ذهب، فصنعا معاً من سبعمائة مثقال خالصة، فأهدى أحدهما إلى الرشيد ابنه، والآخر إلى السيدة العروس بنت ابن مجاهد، فقال في ذلك البيت المذكور، وأحب أن يذيل، فذيل هذا البيت ممن هذا المجلس ذلك اليوم وممن لم حضره، منهم أبو القاسم ابن مرزقان، وأصاب الغرض، فقال:
بعثنا بالغزال إلى الغزال ... وبالشمس المنيرة للهلال
فذا سكني أسكنه فؤادي ... وذا نجلي أقلده المعالي
شغلت بذا وذا خلدي ونفسي ... ولكني بذاك رخي بال
زففت إلى يديه زمام ملك ... محلى بالصوارم والعوالي
فقام يقر عيني في مضاء ... ويسلك مسلكي في كل حال
فدمنا للعلاء ودام فينا ... فإنا للكفاح وللنزال ورفع أبو القاسم ابن مرزقان قطعة شعر في ذلك أيضاً وهي:
عاطني القهوة مثل الجلنار ... حملتها أكؤس مثل البهار