الوزير الأديب أبو القاسم بن مرزقان
هو أكثر القوم قولاً وإصابة، فإنه يوفق في إصابة الأغراض، وكلامه سهل قريب، فمما أخرجت من شعره في أصناف شتى قوله في وصف شمعة، محكمة الصنعة، على صورة مدينة، أهديت إلى المعتمد على الله بالمحددة:
مدينة في شمعةٍ صورت ... قامت حماة فوق أسوارها
وما رأينا قبلها روضةً ... تتقد النار بنوارها
تصير الليل نهاراً إذا ... ما أقبلت ترفل في نارها
كأنها بعض الأيادي التي ... تحت الدجى تسري بأنوارها
من ملك معتمد ماجد ... بلاده أوطان زوارها
أكف ذات الشعر تغنى به ... وشعره حلي لأشعارها وأصبح المعتمد على الله على حال راحته في القصر المبارك، ودخل إليه