أحاط جودك بالدنيا فليس له ... إلا المحيط مثال حين يعتبر
وما حسبت بأن الكل يحمله ... بعض، ولا كاملاً يحويه مختصر
لم تثن عنك يداً أرجاء ضفته ... إلا ومدت يداً أرجاؤه الأخر
تواصل اللحظ حسرى من هنا وهنا ... وليس غير ادعاء الجص والحجر
فصرت فوق دفاع الله تهصره ... براحة البر والتقوى فينصهر
كأنما كان عيناً أنت ناظرها ... وكل شط بأشخاص الورى شفر وهذا قول أبي الحسن السلامي، وقد دخل مع بعض إخوانه دجلة، فقال:
وميدان تجول به خيول ... تقود الدارعين وما تقاد
ركبت به إلى اللذات طرفاً ... له جسم وليس له فؤاد
جرى فظننت أن الأرض وجه ... ودجلة ناظر وهو السواد وعبد الجليل أيضاً الذي يقول في صفة الأسطول:
يا حسنة يوماً شهدت زفافها ... بنت الفضاء إلى الخليج الأزرق
ورقاء كانت أيكة فتصورت ... لك كيف شئت من الحمام الأورق