ركبت في الله حتى البحر حين طما ... آذيه وبسوط الريح ينحصر [98ب]
طرف يزل عليه سرج فارسه ... وليس مما تضم الحزم والعذر
كأن راكبه في متن ذي لبد ... غضبان تقدح من أنفاسه الشرر
حملت نفسك فيه فوق داهيةٍ ... دهياء لا ملجأ منها ولا وزر
عذرت لو أنه ميدان معركةٍ ... يسمو له رهج في الجو منتشر
في حيث للكر والإقدام مضطرب ... وحيث تملك ما تأتي وما تذر
عساك خلت حباب الماء من زرد ... تعود الخوض فيه طرفك الأثر
أو قلت في الموج خرصان معرضة ... تحارب الجيش أو مصقولة بتر
هي البسالة إلا أنها سرف ... تنفي الحذار، ومما يؤثر الحذر
لا تحمل الدين والدنيا على خطر ... وليس يحمد في أمثالك الغرر
إن كان ثوبك مختصاً بلابسه ... فقد تعلق من أذياله البشر
هلا رحمت نفوساً حام حائمها ... عليك واستولت الأشواق والذكر
وعاد أجبنها من كان أشجعها ... شحاً عليك وأحيا ليله السهر
إنا لفي حمص نستقري محاضرها ... وللقلوب بذاك اللج محتضر
لا نحسن الظن إشفاقاً وقد ضمنت ... لنا مساعيك أن يعنو لك القدر
كأنما النهر لما سرت سار إلى ... ذاك المجاز فأجرى فلكك النهر
كأنما قمت بالجدوى تساجله ... فناله دهش أو نابه حصر