من شعر عبد الجليل في المدح، وهو فيه فائز القدح
قال من قصيدة في المعتمد بالله، أولها:
بيني وبين الليالي همة جلل ... لو نالها البدر لاستخذى له زحل
سراب كل يباب عندها شنب ... وهول كل ظلام عندها كحل
من أين أبخس لا في ساعدي قصر ... عن المساعي ولا في مقولي خطل
ذنبي إلى الدهر إن أبدى تعنته ... ذنب الحسام إذا ما أحجم البطل
يا طالب الوفر إني قمت أطلبها ... عليها تغنى بها الأسماع والمقل
لا كان للعيش فضل لا يجود به ... يكفي المهند من أسلابه الخلل
لكن بخلت بأنفاس مهذبةٍ ... تروي العقول وهن الجمر والشعل
إذا مدحت ففي لخمٍ وسيدها ... عن الأنام وعما زخرفوا شغل
وإن وصفت فكاليوم الذي عرفت ... بك الفرنجة فيه كنه ما جهلوا
وقد دلفت إليهم تحت خافقة ... قلب الضلالة منها خائف وجل
فراعهم منك وضاح الجبين وعن ... نشر الحسام يكون الرعب والوهل
وحين أسمعت ما أسمعت من كلم ... تمثلت لهم الأعراب والرعل
وكلما نفحت ريح الهوى خمدت ... ذماؤهم وسيوف الهند تشتعل