لم تنسي قتلي قريش ظعائناً ... تحملن حتى كادت الشمس تغرب ودريد في تأبين أخيه، تغزل أيضاً فيه، والشاذ لا يلتفت إليه، ولا يعول عليه.
ومن أشد الرثاء صعوبةً على الشعراء، تأبين الأطفال والنساء، ألا ترى أبا الطيب - وهو الذي قال، فأصاخت الأيام والليال، قد عابوا قوله في رثائه أم سيف الدولة:
سلام الله خالقنا حنوط ... على الوجه المكفن بالجمال وقالوا: ما له هذه العجوز يصف جمالها - وتعصب له بعضهم وقال: إنها استعارة، فقيل: إنها استعارة حداد في عرس، وكذلك قوله في أخته:
ولا ذكرت جميلاً من فعائلها ... إلا بكيت ولا ود بلا سبب [95ب] ولولا الإطالة، وأنها تفضي إلى الملالة، لزدنا، فلنرجع إلى ما وعدنا