فأصبح في لحد من الأرض ميتا ... وكان به حيا تضيق الصحاصح وأجمع أثمة الأدباء، أنه لا فرق بين المدح والرثاء، إلا أن يقال:
أودى وعدم به كيت وكيت وشبهه، مما يعلم أن الممدوح ميت، هذا إذا كان المؤبن ملكا أو ذا صيت وقدر، كقول النابغة في حصن بن حذيفة بن بدر:
يقولون حصن ثم تأبى نفوسهم ... فكيف بحصن والجبال جنوح وألفاظ النساء، أشجى في باب الرثاء، من كثير من الشعراء، لما ركب في طباعهن من الخور والهلع، وألفاظ الناس مبنية على كثرة التفجع كما قال حبيب:
لولا التفجع لادعى هضب الحمى ... وصفا المشقر أنه محزون ولذلك عروا المراثي من ألفاظ النسيب، وجرت بذلك سنة البعيد والقريب، على قديم الزمان، إلا ابن مقبل فإنه قال في رثائه لعثمان بن عفان رضي الله عنه: