جبل سما بذوائبه إلى العلا ... ورسا بهضبته على التمكين

متوقد الجنبات كلل دوحه ... بجنى وفجر صفحه بعيون

ذلت لأيدي المجتنين قطوفه ... ودنا إليهم من ظلال غصون

ونأى لأبصار العصاة فإنما ... يتوهمون نعيمه بظنون

بحر إذا ركب العفاة سكونه ... وهب الغنى في عزةٍ وسكون

وإذا طمى للذنب لم يسمع به ... إلا الدعاء يعان بالتأمين

كم أسكب العذب الفرات على فمي ... ورمى يدي باللؤلؤ المكنون

واليوم قد أصبحت في غمراته ... إن لم تغثني رحمة تنجيني

بعدت سواحله علي وأدركت ... أمواجه فتلاعبت بسفيني

لا شك في أني غريق عبابه ... إن لم يمد الفتح لي بيمين

يا فتح جردها عناية فارسٍ ... بطلٍ على حرب الولي أمين

متقدم من جده بكتيبة ... مستظهر من لفظه بمكين

واقرن شفاعتك الكريمة عنده ... بتواضعٍ عن عزةٍ لا هون

في شكة من هيبة وسكينةٍ ... وبضجةٍ من رحمةٍ وحنين

فأبوك من تغشى الملوك بساطه ... شوساً فما يرمونه بعيون

ما يعرض الجبار منه لحاجةٍ ... إلا برفع يدٍ ووضع جبين

يا فتح إن نازلته مستنزلاً ... فاهنأ بفتح من رضاه مبين

طور بواسطة نورين ميديا © 2015