قال ابن بسام: بلغني أنه لما وصلت هذه القصيدة إلى المعتمد جعل من بحضرته [81ب] من أعداء ابن عمار ينتقدونه، ويطلبون به عيباً لو يجدونه، فجعلوا يقولون: أي معنى أراد، ما قال شيئاً ولا كاد، فقال لهم المعتمد: مهما سلبه الله من المروة والوفاء، فلم يسلبه الشعر، إنما قلب بيت الهذلي فأحسن، وهو قوله:
وإذا المنية أنشبت أظفارها ... ألفيت كل تميمةٍ لا تنفع فسكت القوم في ناديهم، وسقط في أيديهم. فير أن أبا سالم العراقي جعل يتمضغ بقوله: " يكران في ليل الخطايا " وقال: ما معناه - وهلا بدل هذا اللفظ بسواه - فقال له المعتمد، وأراه طنز عليه، وأشار بالتقصير إليه: أبا سالم، أنزله، وإن استطعت بفضلك فأبد له! فأحجم وتلعثم، ولم يتأخر ولا تقدم. وكذلك قوله: " فماذا عسى الواشون أن يتزيدوا "، وهو لفظ المجنون:
وماذا عسى الواشون أن يتحدثوا ... سوى أن يقولوا إنني لك عاشق وإن كان المعنى مختلفاً فحذو اللفظ واحد.
ولحق بشقورة بعد القبض على ابن عمار يزيد بن المعتمد الملقب بالراضي