وكان له - ونعم ما كان - فرطاً، وذلك بقبض عتاد الدولة ابي محمد ابن سهيل على الغادر الملحد ابن عمار، قطع الله به وبمن أوى إليه وآل بكل من سعى سعيه او نزع منزعه مآله، بحبائل نصبناها له هنالك حتى علقته، وغوائل أرصدناها حتى أوبقته، وتلك عادة الله الحسنى عندنا، في من غمط نعمتنا ونكث عهدنا، فله الحمد دائباً، والشكر واصباً.

قال ابن بسام: وكان القبض على ابن عمار بشقورة يوم الجمعة لست بقيت لربيع الآخر سنة سبع وسبعين، وورد على المعتمد غير ما خطابٍ في معناه ووجه الشفاعة فيه، وجبر صدعه وتلافيه، فسد بابا الشفاعة في ذلك، وشد صفاده هنالك. وممن كان شفع له يومئذ ذو الوزارتين ابن محقور صاحب شاطبة، بخطاب مشهور معروف، ورأيت عليه الجواب من إنشاء ابي الوليد ابن طريف، قال فيه:

وقفت على الإشارة الموضوعة من قبلك على أخلص وجوه السلامة، المستنام فيها شرف محتدك وصفاء معتقدك أكرم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015