أون أحد الهاجيين، فقد قالوا: الراوية أحد الشاتمين.

وقوله: " وعرج بيومين " هي أيضا اسم قرية بقطر إشبيلية كانت أولية بني عباد منها.

فلم قرعت الأسماع تلك الأشعار، ونسبت لابن عمار، اشتد حنق المعتمد عليه، ونفوذ المقدور يتسبب لموته على يديه، فلم يزل المعتمد يرتصد فيه الغوائل، وينصب له الحبائل، إلى أن لاح لابن عمار عند صاحب شقورة برق خلب، وكان قد تجاوز بطمعه في الرئاسة طمع أشعب، فول للمؤتمن ابن هود امتطاء صهوتها، وسهل له تسم ذروتها، وإنما أراد أن يخدعه كما خدع ان عباد، فدفع في صدره، وحاق به سيء مكره؛ فلما طرق إليه ولحق بحصنه، لم يلبث أن حصل في سجنه، غدراً به، فجعل ابن عمار لاطفه ويسترحم، وينشده الله في حقن الدم، ووعده في نفسه وضمن له أموالاً، فلم يصغ إليه وشد صفاده اعتقالاً، وطير إلى المعتمد بالخبر، واتفق أن اجتاز الوزير أبو جعفر ابن جرج بذلك الأفق، وابن عمار في المطبق، فخاطبه بهذه الأبيات:

كأني أراك أبا جعفر ... تقول وتبسم نحوي مشيرا

سفرت ليرجع هذا معي ... وزيراً فلم أر إلا أسيرا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015