فلم يزده جواب المعتمد هذا إلا توحشا ونفارا، وتوقفا عن اللحاق به وازورار، ولله در أبي الطيب في قوله:
إذا ساء فعل المرء ساءت ظنونه ... وصدق ما يعتاده من توهم
وعادى محبيه لقول عداته ... وأصبح في ليل من الشك مظلم ونقله المتنبي من قول أعرابي:
أسأت إلي فاستوحشت مني ... ولو أحسنت ما استبعدت عني
أسأت فساء ظنك بي لجاجا ... وما أولى المسيء بسوء ظن وقول المعتمد: " تكلفته أبغي به لك سلوة "، صدق فيما وصف، وزاد على التكلف.
وقول ابن عمار: " فلي حسنات لو أمت ببعضها، إلى الدهر " مما ردد لفظه ومعناه، وأصله فيما أراه من قول الفيلسوف: " قد تكلمت بكلام لو مدح به الدهر لما دارت علي صروفه "، وأخذه الناجم فقال:
ولي في أحمد أمل بعيد ... ومعنى حين أنشده ظريف
مدائح لو مدحت بها الليالي ... لما دارت علي لها صروف وقال المتنبي: