في فيلق من حديد لو رميت به ... صرف الزمان لما دارت دوائره وكانت حال ابن عمار، حين تردد بتلك الأقطار من بلد بني هود، قد تمكن منهم بالمؤتمن، إلا أن بني عبد العزيز كانوا يشرقونه بريقه، ويوعرون عليه السهل من طريقه، ويبلغه عنهم ما تتوقد له ضلوعه، وتنسكب منه دموعه. بلغه عنه وعن ابن طاهر أنهما ندرا فيه بسبب خاتمين كان المؤتمن ختمه بأحدهما، والآخر اذفونش بن فرذلند، فكتب ابن عمار إلى ابن عبد العزيز:
قل للوزير وليس رأي وزير ... أن يتبع التندير بالتندير
إن الوزارة مذ لبست رداءها ... وقف على التغيير والتزوير
وأرى الفكاهة جل ما تأتي به ... رحماك في التعجيز والتصدير
بلغت دعابتك التي أهديتها ... في خاتم التأمين والتأمير
وأظنها للطاهري فإن تكن ... فجديرة التقديس والتطهير