فلتنخدع الألباب، وتستعطف الأعداء للأحباب، إلا أن المصراع الأول كأنه شيء تكهنه من شأنه، وطيرة ألقاها الله تعالى على لسانه، وصدق كان له في عنقه ربق، وفي دمه حق، احتال له فناله، والمرء يعجز لا المحالة. وفيها يقول:

وكم قد فرت يمناك بي من ضريبة ... ولا بد يوما أن يفلل من غربي

ولا بد ما بيني وبينك من ثنا ... يطبقها ما بين شرق إلى غرب

وأعلم أن العفو منك سجية ... فلم يبق إلا أن تخفف من عتب

فلي حسنات لو أمت ببعضها ... إلى الدهر لم يرتع لنائبة سربي فأجابه المعتمد بقوله:

تقدم إلى ما اعتدت عندي من الرحب ... ورد تلقك العتبى حجابا العتب

متى تلقيني تلق الذي قد بلوته ... صفوحا عن الجاني رؤوفا على الصحب

سأوليك مني ما عهدت من الرضى ... وأصفح عما كان إن كان من ذنب

فما أشعر الرحمن قلبي قسوة ... ولا صار نسيان الأذمة من شعبي [79 أ]

تكلفته أبغي به لك سلوة ... فليس يجيد الشعر مشترك اللب

طور بواسطة نورين ميديا © 2015