وهويته يسقي المدام كأنه ... قمر يدور بكوكب في مجلس
متأرج الحركات تندى ريحه ... كالغصن هزته الصبا بتنفس
يسقي بكأس في أنامل سوسنٍ ... ويدير أخرى من محاجر نرجس
عنا بكأسك قد كفتنا مقلة ... حوراء قائمة بسكر المجلس
يا حامل السيف الطويل المرتدى ... ومصرف الفرس القصير المحبس
إياك إياك الوغى من فارس ... خشن القناع على عذار أملس
جهم وإن حسر اللثام فإنما ... رفع الظلام عن النهار المشمس
سلم فقد قصف القنا غصن النقا ... وسطا بليث الغاب ظبي المكنس ومعنى البيت الرابع منها كقول ذي الوزارتين ابن الحضرمي، في رثاء غلام وسيم وكان اسمه فعال، كان المتوكل يهواه، ومات الغلام فرثاه، فقال:
أودى فعال فلهفي ... له ولهفي عليه
غالته أيدي المنايا ... وكن في مقلتيه
وكان يسقي الندامى ... بطرفه ويديه
غصن ذوى وهلال ... جار الكسوف عليه