والبسيطة قرطاسا، والدجنة أنفاسا، لرأيتني مقصرا لم أبلغ ما أريد، وكنت أسأل عونا واستزيد، وبودي لتناهي المحبة والولاء، واعترافي بالأيادي الجسيمة والآلاء، لو أضحي مكان كتابي، فاسعد بالوفود عليه، وأخترم من حيف الزمن الغشوم بالمثول بين يديه، ولكنه قد حيل بين عبده لبائس وبين مراده، وشغل بقوت يومه لنفسه الشقية وأولاده، فتأخر عن حضرته السنية تأخر الكسير، ونظر إلى سنا حوزته البهية نظر الأسير.
وله من أخرى: مثلك من لم يعدل [به] شح التجارة، عن كرم الوزارة، ولا شره المكسب، عن شرف المنتسب، فرأى الخطير بعين نزاهة نفسه حقيرا، والجليل [69 أ] بحكم جلالة منتسبه فتيلا؛ ولم أوقظك بهذا التنبيه من سنة، ولا نفسي عن إباء المنية بالعاجزة الزمنة، وقد أوفيت رسولك الميزان حتى رضي، وإنه لمحض النصيحة فليحظ عندك فيمن حظي، بصرنا الله الرشد فيمن بصره، وحبب إلينا تجنب ما مقته من الشح وحظره.
وفي فصل من أخرى: ورد لسيدي أي كتاب، بل أي قطف من ثمرات الألباب، حيا به على البعاد، وبرد غلة قلوب صواد، فهجرنا له الزلال، وحسبناه السلسبيل الحلال، ودر دره من كاتب أقسم بالطور، لقيد عيني بشطور، تشوقا إلى بهجة تلك السطور، وفيها من شغف بها أقول: