حتى غلا مرجل أشره استعر، وأخذ عن وكنه في الرحيل، وباع مبرماً من العيش بسحيل، فرشق السماح من جسمه بسهم، وسبق الرياح عن عزمه بمثل الوهم، فما احتل من الجانب الغربي شرقاً، حتى اعتقد إلى الجناب المرضي منصرفاً، وشغل عن النظر في عطفيه، بالنظر في أسرار كفيه، يا له من عازم، خوافي عادت باللائمة على القوادم، يتمنى لغرغرته بالندم، أن يخضب من أوداجه بدم، لأنه سقط من شجر زيتونه، بعقم بطونه، في هذا العام ومنونه، على خاليات من المير، موحشاتٍ مثل جوف العير. ولما نشر جناحاً للإياب وخفت، وتنفس الصعداء والتفت، أشفقت منه لغريب غربيب، وصعدت فيه وصوبت نظر المستثيب، فشفعت له بهذا الكتاب، يقيه من السيد الأوحد حر العتاب، وقد تقلده تميمةً تكفيه اختطاف الجوارح في الهواء، وتثنيه عن إطاعة البوارح في الالتواء، وهو بمجده الصميم، وبره العميم، يشفع ويرفع ويسوغه قراحاً وقرواحاً، ليمرح في هذه مراحاً، وينال من هذه الربى مغدىً ومراحاً، ولو اقتصر من مذنب على مقتضى المتاب، لغني عند سيده عن شفاعة الكتاب.

وفي فصل منها: ولو صرفت فيها الأنفاس كلاماً، والأشجار أقلاماً

طور بواسطة نورين ميديا © 2015