أمله، ويبعث جذله، ويكون جمال إصابته له؛ فلم حرمني جوابه، وتغافل عني وقد قرعت بيد الثقة بابه، ألا سلم للأيام، في إحالتها طباع الكرام، وأنشد:
ومن صحب الدنيا طويلاً تقلبت ... على عينه حتى يرى صدقها كذباً كلا، لا أسلم لها فيه، ولا أوجدها السبيل إلى شين معاليه، ولو ضاعت هذه الثانية ضياع سراجٍ في شمس، ولقيت من إعراضه عنها ما لقيت أختها بالأمس، فليصل من وصله، وليعذر في الاقتضاء من مطله، ولو غيره عاملني مثل هذا الانزواء، وقابلني بأيسر كبر وجفاء لنظرت إلى كلمة أبي الطيب:
لا تحسبوا ربعكم ولا طلله ... أول حيٍ فراقكم قتله فكنت أقول:
لا تحسبوا قولكم ولا عممه ... أول ركنٍ بناصلٍ هدمه ورب كاتب أثقف مبانٍ، وأشرف أبيات معان؛ ولكنه عيني التي بها أبصر، وعضدي التي بها أنتصر، فمن ذا الذي يعتمد بسوء بصره