لقد فغمتني من ثنائك نفحة ... ينافسني في طيب أنفاسها العطر
تضوع منها العنبر الورد فانثنت ... وقد أوهمتني أن منزلي الشحر
سرى الكبر في نفسي بها ولربما ... تجانف عن مسرى ضرائبي الكبر
وشيب بها معنىً من الراح مطرب ... فخيل لي أن ارتياحي لها سكر
أبا عامر أنصف أخاك فإنه ... وإياك في محض الهوى الماء والخمر
أمثلك يبغي في سمائي كوكباً ... وفي جوك الشمس المنيرة والبدر
ويلتمس الحصباء في ثغب الحصى ... ومن بحرك الفياض يستخرج الدر
عجبت لمن يهوى من الصفر تومةً ... وقد سال في أرجاء معدنه التبر
تطلبتها مردودةً اللحظ برزةً ... تردد في أسمال أثوابها الدهر
هي الثيب استعصت عليّ وإنما ... تطوع لمن يحوي ولايتها البكر
فدونكها عذراء لم يعد وجهها ... حجاب ولم يهتك لحرمتها ستر
بذلت لها نقداً من الدر غالياً ... فلم يجزها مهر ولم يخزها صهر
وإني لصب بالتلاقي وإنما ... يصد ركابي عن معاهدك العسر
أذوب حياءً من زيارة صاحبٍ ... إذا لم يساعدني على بره الوفر قوله: " ففي كل سهب من أحاديث طيبه " كقول أبي المغيرة ابن حزم: