ورنت بألحاظٍ تدبر كؤوسها ... فينا فنشربها حلالاً مسكرا وقوله: " أمثلك يبغي " ... البيت، كقول الآخر:
أعندك الشمس تسري في مطالعها ... وأنت مشتغل الألحاظ بالقمر [63ب] واراه عكس قول حبيب:
إذا الشمس لم تغرب فلا طلع البدر ... وقال أبو الطيب:
خذ ما تراه ودع شيئاً سمعت به ... في طلعة الشمس ما يغنيك عن زحل انتهى ما أثبته من كلام الوزير أبي القاسم، وهو أبهى من النجوم وأبهر، وأسرى من النسيم وأسير، وكنت جديراً باستقصاء أخباره، وحميد آثاره، لا سيما ومزاره كثب، وبيني وبينه من ذمام الأدب، والتزام الطلب، سبب ونسب، ولكن النوائب زاحمت ضائري، وضربت وجوه خواطري، فما دفع إليّ عفواً تلقيته ووعيته، وما كانت فيه أدنى كلفة رجوته وأرجيته، ولا بأس من الزيادة إن انتهجت سبيل، ولله نظر جميل، وفيه مطمع وتأميل.