اللهم كما أعنتني على حج بيتك المحرم، وزور نبيك المكرم، فاجعله لي شفيعاً، وتوفني على ملته مطيعاً، ويسر لي كرةً إلى مواطنه المقدسة ورجوعاً، إنك على ذلك قدير، وبحقيقة دعائي عليم خبير، والسلام المردد والمؤكد على نبي الرضوان، وصفي الرحمن، ما تعاقب الملوان، وتناوب العصران.
وله من أخرى خاطب بها بعض من قدم من الحجاز: كتبت وقد هزني وافد البشرى، واستخفي رائد المسرة الكبرى، بما سناه الله من قدومك محوط الجوانب والأرجاء، منوط الفخار بذوائب الجوزاء، محطوط الآثار في مواطن الرسل ومواطئ الأنبياء، فيا لها حجةً مبرورة ما أتم مناسكها، وأوضح في مناهج البر مسالكها، لقد شهد فيه الميقات بخلوص إهلالك وإحرامك، واهتز البيت العتيق لطوافك واستلامك، ورضيت المروة والصفا عن كمال أشواطك، وتهلل بطن المسيل لسعيك فيه وانحطاطك ثم بالموقف الأعظم من عرفة سطع عرف تخشعك ودعائك، وارتفع خفض تضرعك واستخذائك، وفي البيت الأكرم من المزدلفة حظي تقربك وتزلفك، وزكا تهجدك وتنفلك، وعند الإفاضة فاضت الرحمة عليك، وكملت النعمة لديك؛ وأما منىً ففيها قضيت مناك وأوطارك، وقبلت هداياك وجمارك، وحطت خطاياك وأوزارك، فما صدرت عن تلك المعالم المكرمة، والشعائر المعظمة، وإلا وهي راضية عن عجك وثجك