ومن لي بمقولٍ [57أ] لا يتخلله خلل، ولا يدركه في الصلاة عليك والدعاء لك ملل، ولا يشغله عن ذكر الله تعالى وذكرك سهو ولا خطل، حتى أقطع بذلك آناء ليلي ونهاري، وآصالي وأسحاري، وأجعله شعاري ودثاري، وهجيراي في إعلاني وغسراري؛ اللهم ألهمني من تحميدك وتسبيحك، والصلاة على رسولك الأمين ونصيحك، ما يشغل لساني، ويثقل ميزاني، ويبسط يوم الفزع الأكبر من أماني؛ اللهم وفر حظي من شفاعته، وأحسن عوني على طاعتك وطاعتهن واحشرني في عداد زمرته وجماعته.

ولما صدرت يا رسول الله عن زيارتك الكريمة، وقد ملأت هيبتك ومحبتك أرجاء فكري، وفضاء صدري، وغشيني من نور برهانك ما بهر لبي، وعمر قلبي، لحقني من الأسف لبعد مزارك، والحنين إلى شرف جوارك، ما أودع جوانحي التهاباً، وأوسع جوارحي اضطراباً، وأشعر أملي عوداً إلى محلك المعظم وإياباً، وكيف لا أحن إلى قربك، وأتهالك في حبك، وأعفر خدي في مقدس تربك، وبك اقتديت فاهتديت، ولولاك ما صمت ولا صليت، ولا سعيت ولا طفت، بل كيف لا يتحرك نحوك نزاعي، ويتأكد انقطاعي، وبك استشفاعي، واليك مفزعي يوم الداعي. فلا تنس لي يا رسول الله عياذي بك ولياذي، وإسراعي إلى زيارتك وإغذاذي، واذكرني في اليوم العظيم المشهور، عند حوضك المورود، وظلك الممدود، ومقامك المحمود.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015